
البيئة
"البيئة هى إجمالي الأشياء التي تحيط بنا وتؤثر علي وجود الكائنات الحية علي سطح الأرض متضمنة الماء والهواء والتربة والمعادن والمناخ والكائنات أنفسهم، كما يمكن وصفها بأنها مجموعة من الأنظمة المتشابكة مع بعضها البعض لدرجة التعقيد والتي تؤثر وتحدد بقائنا في هذا العالم الصغير والتى نتعامل معها بشكل دوري
فالبيئة هى مجموع الأشياء التى تحيط بنا من الكائنات الحية وغير الحية، ويمكن تصنيف البيئة أيضاً إلى بيئة طبيعية وبيئة مشيدة، فالأولى هى التى تتكون من مجموع الظواهر الطبيعية التى لا يكون للإنسان دخل فى صنعها أما تلك المشيدة هى التى من صنع الإنسان مثل المدن والمبانى والسدود.
* العلاقة بين الإنسان والبيئة:
دائماً وأبداً يسعى الإنسان إلى استغلال موارد بيئته بطريقة أو بأخرى لإشباع حاجاته الأساسية والثانوية عن طريق الوسائل التكنولوجية .. ويترجم هذا الاستغلال في صورة العلاقة المتبادلة وإن كانت الاستفادة للإنسان أكثر بكثير، لذا فقد انشغل العديد من العلماء بهذه القضية والتي أطلقوا عليها قضية "العلاقة الإنسانية- البيئية". وتعددت النظريات التي تحدد أنواع العلاقات المتغايرة:
ولابد أن نُفرق بين مفهوم البيئة (Environment concept) ومفهوم النظام البيئى (Eco-system)، فالبيئة هى مجموع العوامل والظروف المحيطة بالكائنات الحية والتى تؤثر فى عملياتها الحيوية أما النظام البيئى فهى تلك المساحة من الطبيعة بما تحويه من كائنات حية تتفاعل مع بعضها البعض ومن بينها الإنسان الذى يتفاعل مع بيئته وفق نظريات وضعها المتخصصون فى مجال البيئة.
* مكونات البيئة
* هل يمكننا تصنيف أنواع البيئة؟
أنواع العلاقات الإنسانية-البيئية
١- نظرية الحتمية البيئية (Determinism)
ويقر أصحاب هذه النظرية أن الإنسان يخضع بكل ما فيه للبيئة فهي التي تسيطر عليه وليس العكس كما يتردد ويشاع. فالبيئة بما فيها من مناخ معين وغطاء نباتي وحياة حيوانية تؤثر على الإنسان من مختلف الجوانب ومثال على ذلك: تأثير البيئة على عظام الإنسان، فإذا كان الإنسان يعيش في بيئة جبلية يكون تأثيرها بالإيجاب على تقوية عضلات الأرجل .. أما إذا كانت بحرية فهي تقوي عضلات اليدين. وقد أدى هذا التأثير المتباين والتناقض الواضح بين الشعوب وخاصة بين الآسيويين والأوربيين والذي استرعى انتباه الفلاسفة منذ القدم إلى ظهور نظرية الحتمية لتفسير هذا التناقض.
* تعريف الحياة
أرسطو 284-322 ق.م
تناول في كتابه عن السياسة الفرق بين سكان المناطق الباردة في أوروبا وسكان آسي، فسكان أوروبا بالنسبة له يتميزون بالشجاعة التي كانت أساس حريتهم لكنهم غير ماهرين في الإدارة والفهم والتنظيم وبالتالي يفتقدون إمكانية السيطرة أو الإمساك بزمام الأمور.. أما سكان آسيا فلديهم الفكر والمهارة الفنية لكنهم يفتقرون إلى الجرأة مما جعلهم محكومين بغيرهم .. أما الإغريق في ذلك الوقت كانوا يعيشون في منطقة وسط بين الآسيويين والأوروبيين مما جعلهم يجمعون بين مميزات المجموعتين.ابن خلدون 1400 م
وقد اختص ابن خلدون في تفسير علاقة الإنسان ببيئته عن أثر المناخ في طبائع الشعوب وتأثير الهواء على ألوان البشر، وضرب مثلاً على ذلك بشعوب السودان والذي وصفهم بالخفة والطيش وكثرة الطرب والسبب في ذلك الحرارة التي تجعلهم أسرع فرحاً وسروراً وأكثر انبساطاً.كما تحدث ابن خلدون عن الأقاليم الجغرافية وتأثيرها في حياة الإنسان حيث يرى أن هناك سبعة أقاليم، وتتميز الأقاليم من الثالث والرابع والخامس بالاعتدال الذي يميز طبائع سكانها أيضاً وألوانهم .. أما الأقاليم غير المعتدلة تلك التي تقع في الأول والثاني والسادس والسابع فسكانها متوحشون غير مستأنسين.
شارلز دارون
وبظهور نظرية النشوء والارتقاء لدارون والتي ترجع فيها نشأة الإنسان وتطوره إلى البيئة الطبيعية، أدت إلى دفع نظرية الحتمية البيئية إلى الأمام أكثر وأكثرحيث ظهر بعدها العديد من العلماء التي تؤيد نظرية الحتمية ومنهما
- بكل (Buckle
- واستند في برهانه على ثلاثة عوامل تتصل بالبيئة من: مناخ - غذاء - تربة، وهى عوامل مؤثرة على الحضارات الإنسانية المختلفة التي وجدت منذ قديم الأزل.
أ- فالحضارة في أفريقيا وآسيا تأثرت بخصوبة التربة
ب- والحضارة الأوروبية تأثرت بالمناخ ، فالحرارة الشديدة تعوق العمل بينما المعتدلة فهي منشطة، ومع توافر الغذاء ورخصه يتوافر العمل وتقل الأجور والعكس صحيح
جـ- أما الحضارة المصرية والهندية والصينية فهي من أكثر الحضارات المزدهرة لتوافر الحرارة الملائمة والتربة الخصبة
مونتسكييه
تحدث مونتسكييه في كتاب "روح القانون" عن أثر المناخ والتربة في حياة الإنسان1- المناخ:
المناخ البارد: شجاعة- نقاء النفس- قوة جسدية.
المناخ الحار: جبن- مكر- ضعف.
2- التربة
يصل تأثير التربة إلى الحد السياسي ونوع الحكومات:
- التربة الخصبة = نظام ملكي وديكتاتورية.
- التربة الفقيرة = نظام جمهوري وديمقراطية.
- سكان الجزر = الاستقلالية والاستقرار.

