
اسباب الانقطاع عن الدراسة


اسباب الانقطاع عن الدراسة
: مقدمة
تحدد التشريعات المدرسية الفترة الدراسية الفعلية للسنة الدراسية في أربعة وثلاثين أسبوعا، تتوزع على دورتين. لكن المتتبع للإيقاعات المدرسية، وأيام الدراسة وفترات الامتحانات والعطل، يمكن أن يلمس، بكل بساطة، مجموعة من الاختلالات والاضطرابات تطال التوزيع الأسبوعي والشهري والسنوي للحصص الدراسية المبرمجة، حيث يتأثر هذا التوزيع، خلال السنة الدراسية، وتطرأ عليه عدة تغييرات ناجمة عن توقفات طارئة للدروس، تحت إكراهات غير متوقعة، فمن الانطلاق الفعلي للسنة الدراسية متأخرا لأكثر من أسبوعين تحت ضغط مجموعة من العمليات الإدارية: إعادة التوجيه، الاستعطافات، التسجيل وإعادة التسجيل، اقتناء الكتب واللوازم المدرسية، الانتقالات، إعادة الانتشار وسد الفراغ على صعيد الموارد البشرية، وغير ذلك من العمليات، إلى انعقاد، خلال كل دورة، عدة اجتماعات، منها مجلس التدبير ومجالس الأقسام والمجالس التربوية والمجالس التعليمية، إلى الدورات التدريبية، إلى الإضرابات والوقفات الاحتجاجية، طلبا لحقوق ودفاعا عن مكتسبات، إلى التغيبات الطارئة لأسباب مرضية وغيرها


آثار وانعكاسات انقطاع التلاميذ المبكر عن الدراسة

آثار وانعكاسات الانقطاع المبكر عن الدراسة على التلميذ
إن دور التلميذ هو التعلم والتمدرس. فماذا يحدث حين يفقد الممتهن مهنته؟

إنه بمجرد توقف التلميذ عن الدراسة يصبح عاطلا أو معطلا، إذ ينتقل، في رمشة عين، من حالة النشاط إلى حالة الخمول، ويتملكه الملل والقلق من فرط الفراغ القاتل، فيظل يوميا في منازعات ومشادات داخل منزله وخارجه، تختلجه، غالبا، أفكار سلبية، فيشعر، من جراء اضطرابات نفسية ضاغطة، بحقد وضغينة تجاه المدرسين والمؤسسات التعليمية والمنظومة التربوية. إذ يتصور أن هذه الجهات المسؤولة تربويا وتعليميا غير قادرة على القيام بواجبها، وعاجزة عن الاحتفاظ بالتلاميذ إلى حين حلول المواعيد الحقيقية للامتحانات والعطل، بعد أن يكونوا قد نهلوا من العلم والمعرفة ما هو مبرمج وموزع حسب أسابيع وشهور السنة الدراسية التي تنطلق منذ أوائل شهر شتنبر إلى آخر شهر يونيو، حيث تكون الأسر قد هيأت لأبنائها ما يشغلهم ويسد فراغهم.


١.ضعف التحصيل الدراسي، وعدم قدرة التلاميذ على استيعاب المقررات ومسايرة الدراسة؛
٢.مغادرة التلاميذ الأسلاك الدراسية واستفحال ظاهرة الهدر المدرسي وانتشار الأمية؛
٣.تنامي ظاهرة العنف المدرسي، بين التلاميذ من جهة، وبين التلاميذ والأطقم الإدارية والتربوية، من جهة أخرى، حيث تتسم علاقة التلاميذ بالمدرسين والإداريين بالتوتر وعدم التواصل فتكثر المشادات والمنازعات؛
٤.انحراف الأحداث وتفشي الرذيلة والانحلال وسوء التربية؛
٥.ترسيخ أفكار عدم وظيفية المدرسة، والعزوف عن الاستفادة من خدماتها؛
٦كره المدرسة وفقدان الثقة فيها والنفور منها، حيث أصبحت، في نظر الشباب، لا تقوم بالأدوار المنوطة بها فتخرج أفواجا من العاطلين غير المؤهلين لمواجهة متطلبات الحياة؛
٩.حدوث شرخ بين آباء وأمهات التلاميذ والقائمين على المنظومة التربوية؛.
.حقد المجتمع على المنظومة التربوية التي لم تعد، في نظر الآباء والأمهات، تؤدي وظائفها التربوية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها؛كيف يمكن محاربة الانقطاع المبكر للتلاميذ عن الدراسة
من المعلوم أن جميع أطراف العملية التربوية يتحملون مسؤولياتهم، كل في إطار تخصصاته، لهذا، نعتقد أنه من الواجب السهر على تطبيق التشريعات والقوانين المسطرة بحزم وصرامة، وذلك وفق ما يلي: إنجاز جميع العمليات التربوية والإدارية، خلال شهر يوليوز، المتمثلة في: إعادة التوجيه، الاستعطافات، التسجيل وإعادة التسجيل، الانتقالات والتعيينات وإعادة الانتشار وغيرها؛ انطلاق السنة الدراسية فعليا، لا نظريا، مع بداية شهر شتنبر؛ وضع الإدارة التربوية جدولة زمنية محددة للفروض والامتحانات، وإطلاع أمهات وآباء وأولياء التلاميذ على مضامينها والسهر، بحزم، على تطبيقها؛ احترام المدرسين الجدولة الزمنية لتوزيع الدروس والتمارين وحصص المراجعة والتقوية؛ قيام المشرفين التربويين بادوار الضبط والمراقبة والتأكد ميدانيا من السير العادي لمختلف العمليات التربوية المبرمجة مسبقا؛ قيام الأطر الإدارية بالواجب، بكل حزم، تجاه أي تغيب أو خرق وعدم التردد في تطبيق القانون بكل حذافيره؛ عقد مجلس التدبير والمجالس التربوية ومجالس الأقسام والتوجيه خارج أوقات الدراسة؛ وضع الأسئلة الاختبارية موزعة وشاملة لجميع فقرات وأبواب المقررات الدورية والسنوية؛ تنظيم الامتحانات الإشهادية في الأيام الأخيرة من كل دورة؛ تنظيم عملية التصحيح خارج أوقات الدراسة؛ وضع برامج تربوية محفزة وجذابة ترتبط بواقع التلميذ المعيش ومحيطه، مع التركيز على الميكانيزمات العليا للتفكير باعتماد أساليب الإبداع والنقد والتحليل والتركيب وحل المشكلات والتأويل وإصدار الأحكام؛ انتهاج طرائق التعلم النشيطة المرتكزة على التلميذ والمشجعة على الاجتهاد والابتكار والتعلم الذاتي اعتمادا على البحوث الميدانية؛ تشجيع المهارات اليدوية وتشغيل التلميذ والقيام بتجارب مخبرية وميدانية في المواد العلمية والتكنولوجية؛ استعمال الوسائل الإعلاميائية كمعينات بيداغوجية وإعداد التلميذ للتعامل معها باعتماد التقنيات الحديثة للإعلام والتواصل؛ إرساء برامج ومناهج تسعى إلى تنمية حس التكيف عند التلاميذ والمبادرة الشخصية وإبراز الميولات وشحذ القدرات الفكرية والمعرفية والجسمانية والمهاراتية وترسيخ كيفيات وطرائق بلورة المشاريع الشخصية ومساعدة كل تلميذ على تحقيق الأهداف التي يرسمها لنفسه